منتديات R G
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحباً بك يا زائر في منتديات R G
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 في أروقة الجامعة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
العقيد ابو شهاب
...............
...............
العقيد ابو شهاب


ذكر عدد الرسائل : 89
العمر : 42
بلدي : هنـــــــــاكــــ
هوايتي : انترنت
. : في أروقة الجامعة 15781612
تاريخ التسجيل : 20/06/2008

في أروقة الجامعة Empty
مُساهمةموضوع: في أروقة الجامعة   في أروقة الجامعة Icon_minitimeالأحد يونيو 29, 2008 7:08 am



في أروقة الجامعة
بقلم/ هديل الحضيف

بانتظار شموس أخرى . . .



تغتالك المسافات . . . تمعن في الوحشة . . وتمعنين بالهروب . .
والباب يلفظك للمرة الأخيرة خارج المبنى . .
الأيام الفائتة ، ما زالت تموج في الذاكرة المتعبة . .
تقتات على بقايا الأحلام التي كنت تحملينها قبل أن تعبر بك الدوامة إلى الفيافي المجدبة . .
قبل أن تتبعثر الأرقام على وجوه الأوراق فتحيلها إلى أفواه بشعة تلتهم العصافير البيضاء .


في يوم أشرق قبل سنتين كانت تلك العصافير تسكب ألحانها في أسماع الورد ، فتشيعها مقاطع عطور لا تذبل ، وكنت تخطين خطواتك الأولى إلى ( العالم الكبير ) ، وبيدك نفس الملف الذي تحتوينه بآلامك اليوم، لكنه بدا هذه المرة باهتاً كالصور القديمة تنفض عنها ألوانها لتبقى أسيرة لونين فقط ..
أتذكرين ؟ .. حينما كانت عيناك تلهمان الأسماء .. ويداك تتوهان بين صفحات الجرائد بحثاً عن حروف اسمك؟ ، ولأن الحرف الأول من اسمك يحتل ذيل القائمة الأبجدية كنت تحتلين السطر الأخير من السطور المتراكمة في الوريقات القليلة ، وقبل أن تعلني عن خيبة أملك ، يطالعك اسمك بحروفه الأربعة ، يضحك لكِ ، فتكتفين بتنهيدة تطلق كل الأمنيات التي حبسها الصيف في الصدر الحرج ..
تتغرز كالأشواك الجافة في أذنيك أقاويلهم، وتتابعين المسير ، في هدأة الليل تقسمين للقمر أنك أكبر منهم ، فيرسل نجماته إليك لينتزعن الأشواك من خاصرة الأحلام ..
تمضين إلى القابعة خلف المنضدة الصماء ، تطالع أوراقك ، تردد النظر بينك وبين الأرقام المحشورة في المربعات الضيقة ، وبجرة قلم ، تعلن أنك قد دخلت ( أخيراً ) العالم الكبير ..
جذوة من الحماس تتقد بين جنبيك ، رغم الخواء الذي يستوطن المكان منذ أن ابتلعت الطرق رفيقات الماضي ، تسبلين جفنيك على ذكراهن ، وتواصلين انتعال الدرب الطويل ..
الآن تطوف بك الذكريات في الممرات ، حيث زرعتها ذات آمال ، بمذاكرة سريعة قبل المحاضرة .. أو بكتابة هوامش على حواف الأوراق المهترئة ..
تدخلك إلي القاعات ذات الإضاءة المحتضرة .. والجدران المنطفئة ..
تجلسك على الطاولة التي ألفت تناول إفطارك عليها مع الصديقات الجدد ..
تحاولين الانسحاب من الذكرى ، بينما السيارات تمرّ من أمامك ، وأنت بانتظار السيارة التي ستقلك ولا تأتي !!
تلح عليك الذكريات مرة أخرى .. تمارس سطوتها بجبروت أقوى ، تذكرك بالمنمنمات الصغيرة في التفاصيل الدقيقة للذاكرة..
ببقايا الكلمات التي ما زالت نكهتها حاضرة منذ اليوم الأخير للامتحانات ..
الذاكرة تقسو ...
تنهال على الروح بومضات لا ترحم ...
تمطر عيناك مطراً مالحاً على النفس القاحلة ... فتتشقق وجعاً ..

* * *

- هيه .. أنتِ واقفة هنا .. ماذا تريدين .. ؟
- أريد أن أسحب ملفي ..
- إملئي الاستمارة أمامك ...
الاسم : هاربة من الدروب الموحشة .
القسم : الإحباطات المتوالية .
الفرقة : الأخيرة .
ونفس القلم الذي مشى على أوراقك قبل عامين وسمح لك بالعبور .. هو الذي أصدر أمر النفي هذه المرة !!
ثمة أسئلة تشاكسك بالداخل .. تتمرد .. وتثور :
لم حكمت على نفسك بالهروب ؟ ..
ألم يكن بإمكانك ترويض الدرب ؟ ..
الانسحاب ليس حلاً ..
تقمعينها بدكتاتورية مزيفة .. وتنصبين الصمت حاكماً ...
الظهيرة تطبق على الزمن ..
بصرك معلق بالأفق البعيد ..
ويدك ما زالت تقبض على الملف ..
الهواء الساخن ينفذ إلى المسامات .. فيعود التمرد للداخل ..
ويعصف الجموح بالذاكرة مرة أخرى ..
المنبر الخشبي في القاعة يشمخ من بين الأنقاض ..
ترتقيه كل مرة إحداهن ..
أصواتهن يرددها الفضاء ..
تنصتين ببقايا السمع الذي اغتالته الحرارة اللافحة ..
ثم تتهاوى الأصوات .. على وقع السكون ..

* * *

- أنت يا بنت .. أدخلي ..
- أنتظر سيارتي ..
- سينادي عليك إن حضر ..
- ماتت النداءات يا عمي ..
ينظر إليكِ بدهشة ، عقد تعلو لسانه ، فيتركك للنداءات التي تموت ..

* * *

الملل يعبث برمادك ، وأصابعك تعبث بأزرار الهاتف الجوال ..
ويدك الأخرى ما زالت تقبض على الملف ..
رنين يسرّب الحياة لجهازك ..
صوت قادم عبر الأثير يعلن حضوره بعد دقائق ..
تتأهبين تشدين على الملف بقوة أكبر .. شك يكسو عيني الحارس ، فيكتفي داخلك بتجديد بناء الأمل المتداعي .
تمتطين السيارة القادمة من خلف مرامي البصر ..
ترمين الملف ..
تنثرين أوجاعك بين يديه :
أبي .. الظلمة تكتنف الطريق ..
صمت يمارس طقوس الهيبة والوقار ..
فسحائب تملأ الفراغ ..
يأتي الصوت .. مطراً .. خزامى .. وشذرات فضة .. ليقول :
وثمة شموس أخرى تتوارى خلف الأفق .. ما زالت تنتظر أن تكشفي عنها ..


**




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://WWW.SAR7HA.COM
معضمية
المدير والمنشى العام للمنتدى
المدير والمنشى العام للمنتدى
معضمية


ذكر عدد الرسائل : 742
العمر : 35
بلدي : سطح القمر
هوايتي : كمبيوتر
. : في أروقة الجامعة 15781612
تاريخ التسجيل : 18/06/2008

في أروقة الجامعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: في أروقة الجامعة   في أروقة الجامعة Icon_minitimeالجمعة يوليو 18, 2008 1:35 pm

عاشت ايديك اخي الغالي عقيد على القصة الجميله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://travian-rg.yoo7.com
 
في أروقة الجامعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات R G :: اركــــــــان الخواطر والقصص الخياليـة :: القصص والحكايات-
انتقل الى: